اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

اسبوع حاسم في مصير قطاع غزة وخيار التقسيم وارد// د. حسين الديك

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. حسين الديك

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

اسبوع حاسم في مصير قطاع غزة وخيار التقسيم وارد

د. حسين الديك

 

في ظل الانتهاكات والاختراقات الاسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف اطلاق النار في  قطاع غزة ، فان الادارة الامريكية تركز جهودها نحو تذليل كافة العقبات التي تواجه فشل وانهيار هذا الاتفاق واصبحت تظهر بعض التسريبات حول احتمالية تقسيم القطاع بين حماس واسرائيل ، وربما تصبح نقاط ما يعرف بالخط الاصفر حدود دائمة بين اماكن سيطرة كل من اسرائيل وحماس ،  ونظرا للهشاشة البنيوية التي يعاني منها الاتفاق منذ صياغته واقراره،  وشموله على العديد من النقاط الغامضة والمفخخة والتي قد تنفجر في أي لحظة ، واهمها عدم وضوح الاليات التنفيذية لهذا الاتفاق اضافة الى افتقاره الى الجداول الزمنية اللازمة للتنفيذ وخلوه من ملاحق تفسيرية واضحة  للقضايا الخلافية التي قد تظهر مستقبلا، اضافة الى ذلك  فأن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان مجبرًا ومكرهًا على توقيع هذا الاتفاق ، اضافة الى المعارضة الواسعة للاتفاق من قبل اليمين الاسرائيلي ، ولكن نتنياهو ما زال يعمل على كسب مزيد من الوقت والمناورة السياسية مع الإدارة الأمريكية، وربما يكون خيار قطاع غزة بين حماس واسرائيل خيارا ورادا وربما الذهاب الى نموذج اتفاق اسلو الموقع في العام 1993م بتقسيم القطاع الى مناطق (أ، ب، ج) ، بحيث تحتفظ اسرائيل بسيطرة امنية وعسكرية وادارية في المناطق الواقعة خلف ما بات يعرف بالخط الاصفر، ويترك لحماس السيطرة في مراكز التجمعات السكانية.

وقد يمنح الامريكيون الضوء الاخضر لإسرائيل بإسقاط الحالة اللبنانية على قطاع  غزة ولكن  بأدوات أكثر حدة، مع سيطرة الجيش الإسرائيلي على نحو 52% من مساحة القطاع، ورسم ما يُعرف بالخط الأصفر الذي يمنع الفلسطينيين من الاقتراب منه، وربما تسعى  إسرائيل إلى أن تُضم هذا المنطقة او تجعلها كمنطقة عازلة تحت السيطرة الإسرائيلية، وعند الحديث عن المرحلة الثانية والتي تبدو بانها اكثر تعقيدا  فان سمة التعقيد والغموض تلقي بظلالها على تلك المرحلة  مع غياب وضوح حول تفاصيل المرحلة الثانية، خاصة مسألتَي الحكم ونزع السلاح.

 

ولكن هذا الحجيج الامريكي الى تل ابيب من نائب الرئيس ووزير الخارجية والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف،  جاء لإجبار نتنياهو على تنفيذ كل  ما جاء في هذا الاتفاق، وفقا للرؤية الامريكية ومؤشر على الحضور الامريكي والتدخل الواضح في صنع القرار السياسي في تل ابيب .

وفي ظل تلك التحركات الدبلوماسية فأن العودة إلى القتال بشكل واسع غير محتملة، إلا أن الحرب لم تتوقف فعليًا، فهي لم تنتهِ، لكنها لن تعود كما كانت خلال السنتين الماضيتين، فالخروقات تتواصل يوميًا، مع سقوط ضحايا مدنيين، والكن الذي حصل هو أن أدوات الحرب قد تغيرت، وأن استمرارها يأتي ضمن إطار التكيف الأمريكي الجديد لرؤية الشرق الأوسط، التي لا تسمح بعودة الحرب الشاملة في غزة.

أن تفسير كل طرف لهذه القضايا مختلف؛ فالجانب الأمريكي والإسرائيلي ينظر إلى نزع السلاح باعتباره هدفًا رئيسيًا، بينما التفسير الفلسطيني والعربي مختلف تمامًا، ما قد يؤخر أو يعقد تطبيق المرحلة الثانية،  اضافة  إلى أن مسألة إعادة رفات الأسرى الإسرائيليين والتي لم تنتهي حتى الان  قد تُشكل عائقًا رئيسيًا أمام الانتقال للمرحلة التالية.

ولازالت  مسألة الحكم وانتقال السلطة تشكل معضلة اساسية في تنفيذ هذا الاتفاق ، وخاصة كل ما يتعلق  بحكومة التكنوقراط واعضائها وصلاحياتها  واستقلاليتها المالية والسياسية وتبعيتها لمجلس السلام ام للسلطة الفلسطينية ، وقوة حفظ النظام ضمن خطة ترمب، اضافة الى  الترتيبات  التي تتعلق بانتشار القوى الامنية او قوات حفظ السلام هل هي قوات فض اشتياك او انها قوات شرطية مساندة لقوى الامن في قطاع غزة ، اذ تم تدريب نحو 5 آلاف إلى 10 آلاف شرطي فلسطيني في العاصمة المصرية القاهرة، بالإضافة إلى وجود قوات دولية لمراقبة الأمن ونزع السلاح داخل غزة، مع تساؤلات حول جنسياتها وصلاحياتها، وما إذا كان القرار سيصدر تحت الفصل السادس أم الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.