مقالات وآراء
من الذاكرة/ انتكاسة المهاجم حسين سعيد عام 1988// اسعد الدلفي
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 17 تشرين2/نوفمبر 2025 11:41
- كتب بواسطة: اسعد الدلفي
- الزيارات: 302
اسعد الدلفي
من الذاكرة/ انتكاسة المهاجم حسين سعيد عام 1988
الكاتب/ اسعد الدلفي
شهد عام 1988 مشاركات واسعة للمنتخبات والاندية العراقية, في بطولات عربية واقليمية وعالمية, بالاضافة للبطولات المحلية, وكان في وقتها يعيش المهاجم حسين سعيد خريف عمره الكروي, مع ازدياد كبير في الوزن, لكن بسبب قرار عدي بوجوب مشاركة حسين سعيد مع المنتخب, وابتداءا فشل حسين سعيد مع نادي الطلبة في الدوري حيث حقق مرتبة متاخرة, حيث تراجع نادي الطلبة موسم 1987-1988 ليحصل على المركز الثامن بين 16 نادي, وهو تراجع خطير لم ينفعه تواجد حسين سعيد وباقي نجوم الفريق في اصلاح الحال, وحتى بطولة الكاس خرجوا منها على يد نادي الرشيد, ليكون موسم صفري لنادي الطلبة بوجود حسين سعيد.
· كاس الخليج العربي 1988
لم يستطع حسين سعيد الالتحاق بالمنتخب الوطني نتيجة اصابته محليا, مع ارهاق عام 1987 وضغط المباريات, مما ادخل عموبابا في حيرة بعد سنوات من اللعب بثنائي هو احمد راضي وحسين سعيد, اخيرا عمد عمو بابا على تغيير خطته بما متوفر له من لاعبين فاعتمد على مهاجم واحد وهو احمد راضي, مع لعب ليث حسين او حارس محمد ادوار المهاجم الثاني.
وقد ابهر كل الخليج منتخبنا بداءه وخطة اللعب المتطورة التي انتهجها عموبابا, مع دخول دماء شابة مثل ليث حسين وحبيب جعفر وادوارهم الاساسية في البطولة..
وتحقق الانجاز بغياب حسين سعيد, فلم يكن غيابه مؤثرا.
· كاس العرب عام 1988
شارك منتخبنا الوطني في كاس العرب في الاردن ايضا بغياب حسين سعيد, وايضا عمد عموبابا بالاعتماد نفس الخطة مهاجم صريح واحد هو احمد راضي, مع الدفع بالشباب حبيب جعفر وليث حسين وسعد قيس الذين لعبوا ادوار المهاجم الثاني غير الصريح, مما ابهر العالم العربي بما قدمه منتخبنا وفزنا باللقب بكل جدارة, مع ان البطولة شهدت مشاركة منتخبات كبيرة بمنتخباتها الاساسية مثل مصر وتونس بكامل نجومهم.
مع الاشارة لبروز مهاجم شاب لعب كاحتياطي وهو يونس عبدعلي, حيث يمكن ان يشكل مع احمد راضي قوة ضاربة خصوصا انهما بنفس النادي, مع التنبيه لعدم الجدوى بالرجوع لحسين سعيد.
وقد توضح لكل العراقيين ان المنتخب لم يعد بحاجة حسين سعيد صاحب الوزن الزائد والبطيئ والمتقدم بالعمر,
· اولمبياد سيؤول 1988
قبل السفر لنهائيات اولمبياد سيؤول في كوريا الجنوبية, قرر اتحاد عدي استدعاء حسين سعيد للمنتخب, مع انه كان بعيد لاشهر عن المنتخب, وخطة اللعب تغيرت وتطورت في فترة غيابه, مما دفع عموبابا للتسليم لقرار عدي, ويعني هذا بالعودة للخطة الكلاسيكية القديمة عند الزج بالمهاجم حسين سعيد اساسي, حيث رجع منتخبنا للعب بطريقة 4-4-2 بعد اشهر من التطبيق الناجح لخطة 4-5-1 والتي اثمرت عن انجازين, لكن قرارات عدي لا تقبل الرفض.
وخلال مباريات منتخبنا الوطني في سيؤول ضد زامبيا وغواتيمالا وايطاليا, ظهر منتخبنا بشكل غير جيد بسبب العودة للاسلوب القديم نتيجة اجبار عدي للمنتخب باللعب بمهاجمين والتاكيد على جعل حسين سعيد اساسي, ولم يقدم حسين سعيد ما يشفع له, ولم يسجل اي هدف خلال هذه المشاركة اساسيا في المباريات الثلاث.
مع ان توجد الشاب يونس عبدعلي كان يكون افضل, او اللعب بتلك الخطة المتطورة 4-5-1 التي انتهجها عموبابا وجلبت لنا انجازين.. لكن ما حصل بسبب اجبار المنتخب بادخال حسين سعيد اساسيا.
· الختام
كان هذا سردا تاريخيا توضح ان التدخل بالتشكيل دائما يجلب نتائج سلبية, وكان اصرار اتحاد عدي على ادخال حسين سعيد والرجوع للخطة التقليدية سببها في تلك الانتكاسة... وكان على حسين سعيد الاعتزال عام 1987 وهو في اوج عطائه ليحفظ تلك الصورة الجميلة التي رسمها في اذهان محبيه, بدل المشاركة السلبية مع المنتخب, والتسبب بتلك الانتكاسة التاريخية.
والحقيقة مازالت الكرة العراقية تعاني من التدخل في التشكيل لحد هذا اليوم, والكل يعلم بما يحصل حاليا.


