مقالات وآراء
فارس ينتظر الجواد!// د. عامر ممدوح
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 17 تشرين2/نوفمبر 2025 18:50
- كتب بواسطة: د. عامر ممدوح
- الزيارات: 328
د. عامر ممدوح
فارس ينتظر الجواد!
د. عامر ممدوح
كاتب وأكاديمي
جرياً على عادة العراقيين في الحديث عما يحدث خلف الأبواب المغلقة، وكشف الكواليس، وقراءة الممحي، وتداول كل ما هو سري وشخصي، قررت أن أجرب حظي، لعلي آخذ مكاني بين كاشفين الأسرار!
يتحدث عشرات المحللين القابعين بين الشرق والغرب، عن اكتشاف الذرة في التطورات السياسية على الساحة العراقية، وبيان ما لا يقال، وتحديد شكل الغد القادم، في حين أن أغلبهم يعيد انتاج المعلومة بعد تجميعها وتبديل شكلها لتبدو جديدة وخاصة وما هي على الكثيرين بغريبة!
والمشهد باختصار ليس سرياً لا للغاية ولا للقلة، بل من يدقق في نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة سيكتشف عن زَّبَد التحليل ووهم المتخيل السياسي العراقي، فبين التوقع الذي انتشر وبين ما حصل بونٌ شاسع واختلاف كبير!
والمهم إن النظام السياسي العراقي ومنذ عقدين يمثل نتاج تصارع الإرادات والأجندات، والتدخلات، حتى ان بقاءه حياً رغم وهنه، وواهناً رغم حياته، أمر متعمد ومقصود، وشئناً أم أبينا، زعلنا أم رضينا، هذا هو الواقع، نحن محكومون به، ولا مجال لضعيف أن يعترض قبل تكوين قوته الذاتية الجديرة بتكوين حالته الخاصة المستقلة، وليس هذا واقع عراقي فحسب، بل هو واقع منطقة وإمارات طوائف تلتمس من عدوها وخصمها الحياة!!
لا يعني هذا بأي حال من الأحوال، الدعوة للذوبان في الآخر، ولا معاداته دون سبب، بل هو بيان المواقع اللازم، لقراءة الصورة بشكل دقيق بعيداً عن معلم الشيباني او تنبؤات اداموس!
إن التشابك شديد، والضغط مستمر، والفاعل الأقوى ما زال يراقب ويتابع، ينتظر انجلاء الغبار، وهدوء الأنفس، وسكون نشوة الانتصار، حينها ستكون له الكلمة، وسيقول الرأي بشكل متحضر، لا قلق فيه ولا إزعاج!
ووسط هذه الجلبة التي تكاد لا تنتهي، ينتظر الجميع فارس المرحلة القادمة، فهو ما زال في الميدان، يختبئ خلف الستار، بانتظار جاهزية جواده الذي سيمنحه القدرة على اقتحام الغمار، وهو يرقب ـ مطمئناً ـ سيل المتنافسين القادمين مبكراً إلى المكان، مدركاً أن المحال سيبقى محالاً مهما قيل وكان، وأن لا معنى لإعلان فروسية دون جواد!
فيا سعيد الحظ: لا تكفي ثقتك بقدراتك، وعليك حسن انتقاء الزمان، والتحلي بالصبر، ونبذ التعجل المؤدي إلى الاخفاق، وتجنب سرعة الاحتراق، والأهم من هذا كله نيل رضا من بيده القرار.
وله أقول بشكل خاص: الفرصة أمامك، والإنقاذ واجبك، والمهمة ثقيلة، وتجنب أخطاء الماضي فضيلة!
والسلام ختام!


