مقالات وآراء
فنزولا من بوليفار الى شافيز ومن ثم مادونا صمودا وتحدي للأمبريالية الامريكية// د. محمد جواد فارس
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 05 تشرين2/نوفمبر 2025 11:02
- كتب بواسطة: د. محمد جواد فارس
- الزيارات: 114
د. محمد جواد فارس
فنزولا من بوليفار الى شافيز ومن ثم مادونا
صمودا وتحدي للأمبريالية الامريكية عدوة الشعوب
د. محمد جواد فارس
طبيب وكاتب
ان تاريخ كل المجتمعات حتى اليوم، هو تاريخ صراع الطبقات فليس لدى البروليتارين ما يخسرونه سوى اغلالهم، وعالم كامل يكسبونه، [ياعمال العالم اتحدوا]
لقد اكتفى الفلاسفة بتفسير العالم وبطرائق مختلفة، رغم ان المهم هو تغيره.
كارل ماركس
فنزولا هي الوريث الشرعي لفكر المناضل الثوري سيمون بوليفار والذي دخل تاريخ من واسع ابوابه لمقارعة الاستعمار والهيمنة على شعوب امريكا الجنوبية، من هو سيمون بوليفار؛ (1783 - 1830 ) ولد في كركاس عاصمة فنزولا الحالية، وهو بطل قومي وشخصية معروفة في تاريخ امريكا الجنوبية من الحكم الاستبدادي الاسباني قاد الكفاح من استقلال، فنزولا و كولومبيا والاكوادور وبوليفيا وبيرو.
تأثر بوليفار من خلال اطلاعة ومتابعاته، بأفكار عصر التنوير الاوربي ومن خلال دراساته لكتاب ذلك العصر أمثال، جان جاك روسو، ومونتسكيو وفولتير، من دعاة الحرية والمساوات والحكم الجمهوري، كان حلمه انشاء قوى الدول في امريكا الجنوبية المستقلة على غرار الولايات المتحدة الامريكية، لمواجهة التهديدات الخارجية.
واليوم يعتبر سيمون بوليفار أيقونة التحرر في امريكا الاتنية والعالم وهو رمزا للمقاومة ضد الاستعمار والطغيان، ومن اجل اقامة مجتمع الكفاية والعدل في هذه البلدان ولهذا وضع نصب تذكاريا له في احد ابرز شوارع باريس القريب من شارع شنسليزي وزرته انا في زياتي لباريس.
في هذه الايام تصاعدت التهديدات الامبريالية على فنزولا وعلى رئيسها مدونا، من قبل الامبريالية الامريكية ورئيسها ترامب، بحجة انها تصدر المخدرات وهذه تهمة، تذكرنا بالهجوم على العراق بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل، وتتعرض فنزولا وقياداتها الى التامر من الخارج حيت السفن الحربية التابعة للولايات المتحدة الامريكية ترسو على مقربة من سواحل فنزولا وعلى متنها اسلحة هجومية، وفي الداخل تضخ المال والسلاح لمجموعة تسمى بالمعارضة، لتنشط بالتخريب و بالتامر لاغتيال مادونا وبعض من الشخصيات القيادية.
وبعد مجيئ ترامب للدورة الثانية لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية منتخبا من الحزب الجمهوري، والمعروف عنه ان رجل اعمال وصاحب شركات وعقارات وليس رجل سياسة، ومدعي انه اوقف الحروب في العالم ويستحق جائزة نوبل للسلام هو لم يقف الحرب بين اوكرانيا وروسيا والذي قال سوف اوقف الحرب خلال اسبوع من استلامي للرئاسة وكذلك في الشرق الاوسط وبقصد الحرب على غزة ولم تقف الحرب وهو اصبح الممول لها بالسلاح والمال والدعم لنتنياهو ضد الشعب الفلسطيني، ونتنياهو هو من رشحه لنيل جائزة نوبل ولم يحصل عليها.
واعلن الحرب الكلامية على فنزولا وشدد الحصار عليها الاقتصادي، ومن ثم التهديد بالسلاح والبوارج الامريكية قبالة سواحل فنزويلا، بحجة وقف تهريب المخدرات، ولكن ان الاسباب تكمن بأسقاط النظام الاشتراكي والهيمنة على ثرواتها وفنزولا، كراكاس تملك اكبر خزين نفطي في العالم حوالي 300 مليار برميل وفق تقديرات اوبك، اي اكثر من مخزون السعودية، وفيها من الغاز الطبيعي تعد رابع أكبر احتياطي في نصف الكرة الغربي، ومن المعادن فيها كميات كبيرة من الذهب والحديد والفولاذ والالماس وخام الالمنيوم وانهم الامريكان يريدون الهيمنة على ثروة فنزولا البلد من النفط والغاز والذهب والمعادن الاخرى.
ولدى فنزولا اراضي زراعية واسعة، تزرع فيها البن والكاكاو والذرة وقصب السكر، ولهذا ان ترامب ذو العقلية التجارية الربحية، يجد بان السيطرة على فنزولا من قبل نظام عميل متواطئ مع امريكا، سوف يكون هو الرابح. وخططوا وعملاءهم داخل فنزولا لتفجير سفارة الولايات المتحدة في كركاس واتهام النظام بان النظام من قام، بالعمل من اجل اعطاء مسوغ لامريكا للتدخل لاسقاط النظام وكشف الامن الفنزولي المخطط واحبطت العملية، وهي ضمن الانشطة الارهابية لتدمير فنزولا.
وفوجئ ترامب بالموقف من رئيس كولومبيا غستافو بيترو الحاد والمؤازر للشعب الفلسطيني في غزة من جهة ومن فنزولا الجارة من جهة اخرى، حيث اعلن ترامب عقوبات على الرئيس وعائلته ووزير داخليه تحت شعار [الفشل في الحد من انتاج الكوكاين، وتسهيل نشاط عصابات المخدرات]، وهذا لم يمنع الرئيس الكولمبي في خطابه من منصة الامم المتحدة التحدث وبشجاعة عن الابادة الجماعية لسكان غزة من قبل الصهاينة وجيشهم واعلن انه على اتم الاستعداد للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وشارك في تسير تظاهرة ضد الصهاينة والمدعومين من ترامب وحكومته في عقر دارهم في نيويورك، انه اعلن استعداده للدفاع عن الشعب الفلسطيني، ضد جرائم جيش الصهاينة في الابادة الجماعية، بنتهاكهم للقانون الدولي بما يمثل تهديد للسلم والامن الدوليين، واليوم هناك مواقف اممية بالتضامن مع الشعب الفنزولي من دول واخص بالذكر كوبا وكولومبيا المحاصرتين من قبل الامبريالية وكذلك البرازيل.
ان العربدة الامريكية الوقحة على الشعب الفنزولي وحكومته، وقراراتهم الحصار الاقتصادي على الشعوب السائرة في طريق التقدم وبناء المجتمع الاشتراكي وعلى الامم المتحدة ومجلس امنها ان تتخذ قرار بوقف العدوان الوحشي على فنزولا وكل دول امريكا الاتينية.
ونذكر الوحش الامريكي ان يكف في العربدة والتدخل في مصائر الشعوب، لما جرى له من هزائمهم المخزية في فيتنام وافغانستان وكوريا الديمقراطية ان الشعوب تدافع عن الاوطان وان ارادتهم لم تقهر وتتوج بالنصر المؤزر.
طبيب وكاتب


