اخر الاخبار:
بابل تنتخب مجلس إدارة اتحاد أدباء بابل - الأحد, 02 تشرين2/نوفمبر 2025 11:14
سامراء.. القبض على الإرهابي "أبو إخلاص" - الخميس, 30 تشرين1/أكتوير 2025 20:34
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الاشوريون في التاريخ- الحلقة 16// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

الاشوريون في التاريخ- الحلقة 16

يعكوب ابونا

 

شمشي ادد الخامس 824 – 811 ق . م

 

         الاشوريون بركة في الارض .. النبي اشعيا 19 :  24 

تمرد أشورـ دانين ـ أبلو، " او " اشور – دانيبال " على سلطة ابيه ، سنة827 ق.م ... بمساندة سبعة وعشرين مدينة من بينها آشور ونينوى واربيل وعرفه(كركوك حاليا)، الا مدينة كالح ، وقفت بوجه هذا التمرد ،  لان شلمنصر الثالث ومن بعده شمشي ادد الخامس كانا قد احكما عليها السيطرة ،لا بل اكثر من ذلك ، كما يقول هنري ساغس في كتابه جبروت اشور ص 117 ، بان البراعة التي ابداها اشور ناصر بال وشلمنصراثناء تخطيطها وبنائها كعاصمة جديدة ، مقدر لها بان الحاكم الذي يسيطر على مدينة كالح يسيطر على الامبراطورية الاشورية باسرها ." ..

  فرغم تمرد اكثرية المدن ضد حكم شلمنصر الا ان شلمنصر الثالث قاومها ،وعهد إلى إبنه الثانى شمش ـ أدد مهمة إخماد هذا التمرد التى قاده أخوه أشورـ دانيبال -. بعد ان اخذ هذا التمرد شكل الحرب الأهلية فى أنحاء المملكة ، استمر هذا الصراع  طوال أربعة أعوام كاملة، وفي أثناء هذا الصراع  توفى شلمنصر الثالث فى سنة  824  ق.م، وخلفه على العرش إبنه شمش ـ أدد الخامس." 824 " ..

  يعزي البعض بان هذه الثورة اوهذا التمرد كان بسبب طموح اشور-دانيبال للسلطة بعد ان وجد بان ابوه الملك شلمنصر الثالث قد شاخ واصيب بامراض مختلفه ،فاراد ان يجلس على كرسي المملكة وابوه على قيد الحياة ، فاحتال وجذب اليه غالبية  شعب اشور ونشر لواء العصيان ، " 1"

 

 ولكن الى جانب طموح ولى العهد اشور- دانيبال ، الا انه كان هناك امتعاض من النبلاء ، والقرويين ضد الحكام المحليين والاغنياء وكبار موظفي البلاط الذين تجاوزوا حدود سلطاتهم. خاصة ولاة المقاطعات الذين ولاهم اشور ناصر بال وخليفته ، على المقاطعات التي احتلوها..

 وعلى سبيل المثال كان احد كبار البلاط  المدعو " دايان – اشور " الذي جمع في يديه سلطات تجاوزت في اواخر اياه عهد حكم الملك شلمنصر الثالث طبيعة مسؤوليته الحقيقة ، "2 "

  هذه الاسباب وغيرها جعل الشعب ينتفض ضد السلطة وارادوا التخلص من الحكم الذي يديره الفاسدين ، لان  الظاهر ان الانتفاضه لم تكن موجه ضد الملك ، ولم يكن الاستياء من الملوكية ، بدليل ان من اهم مطالبهم ان ينصبوا ملك جديد  يتولى الايفاء بمتطلبات منصبه بشكل حقيقي ، ويكون اكثر انصافاً في تحقيق العدالة وتوزيع المناصب ، فاستعانوا بولي العهد اشور دانيبال ، ليقود هذا التمرد ، وفعلا انضم وقاد ولي العهد اشور دانيبال هذا التمرد .

 ولكن السؤال الغير معروف الاجابه ، هل كان تمرد ولى العهد على ابوه ، قبل انتفاضة المقاطعات ام كان بعد انضمامه الى المتمردين ؟؟

 وفي كل الاحوال تمرد على حكم ابيه ، ومن الطبيعي ان يجابه هذا التمرد بالقمع  من قبل السلطة ،لانه هذا التمرد هدد اركان الدولة بعد ان انظموا اليه الغالبية العظمى من المقاطعات ،؟

  فجابه الملك شلمنصر هذا التمرد بكل قوة ، ووجد بان ابنه الاصغر شمش ـ أدد الخامس ، هو الاكفأ على القيام يهذه المهمة ، فاسند اليه عملية القضاء على هذا التمرد ، ولكن لم يكن من السهولة ان يحقق ذلك الانجاز ، اذ استمرت عملية اخماد هذا التمرد والقضاء عليه بحدود اربعة سنوات، وتم اعادة الامور الى سابق عهدها  بعد ان اعلنت المدن المتمرد الاستسلام لسلطة الدولة من جديد " 3 "   

   وفي اثناء هذا التمرد توفى شلمنصر الثالث سنة 824 قبل الميلاد ، وكان ذلك قبل ان يتم القضاء على هذا التمرد ، فخلفه ابنه شمشي ادد الخامس " 824 – 811 " ق .م

بسبب هذا التمرد اوالعصيان وقعت الاضطرابات في مقاطعات مختلفه ، وانتهزت اخرى الفرصة للتحرر من سطوة وسيطرة الدولة الاشورية ، فادى ذلك إلى فقدان دولة أشور لبعض مقاطعاتها البعيدة، اذ أعلنت إلغاء ((الحماية الأشورية)) ومن ثم إيقاف دفع الجزية ، خاصة مستعمراتها الواقعة في الجهة الغربية للبلاد "4"

  ولكن استطاع شمشي ادد بحكنته وقوته ان يثبيت مركزه ، خاصة عندما أحسن علاقته مع ملك بابل ، بالاعتراف بسيادة ملك بابل على الحدود الشمالية الشرقية من بابل وفق معاهدة رسمية ، بهذا التوجه ضمن عدم وقوف ملك بابل الى جانب المتمردين ،  فساعده ذلك على تثبيت حكمه والقضاء على التمرد ، لا بل استطاع بذلك اعادة سيطرته على البلاد باكملها . " 5"

 لانه وجه  كل اهتمامه الى محاربة المناطق الشمالية والشرقية من اشور ،فقام بهجوم كاسح على بلاد نيري ، واخضعها لسلطة اشور ، ووجه بقيادة الجيش الى ربشاقي – متريزا  - اشور ، الى اطراف بحيرة وان ، وتوغل في اراراطو وخرب ثلاثمائة مدينة وقرية ، ، واما الغزو الثالثة بقيادة ربشاقي كذلك كانت هي الاخرى موجه الى بلاد ايران ، وعندما تحصنوا سكان مديمو ميزي في الجبال فحمل عليهم واثخن فيهم الجراح ، ومنها هجم على كزيلبوندا وفتح اوراش عاصمتها وقتل ستة الاف رجل ، ثم توغل في مادي وقتل منها خلقا كثيرا ، ومنها رجع الى بلاد ارزياش فجاؤا امراءها العشرون وسلموا له طوعا " 6 "

  سعى شمشي ادد الى تامين مواقف زعماء مناطق نيري ، التي شكلت حاجزا ومصدا للجنوب الغربي من بحيرة وان، لان في اقصى الجنوب كان هناك بعض المصادمات العرقية مع شعب الميدين، "الايراني" ولتامين الاحترام التام لسلطة اشور من قبل هذه الشعوب . فحشد شمشي ادد حملة ضدهم فحصل على بعض المغانم وقد دفعت له بعض الدويلات الجزية في المنطقة الشرقية بشكل مباشر " 7 "

بعد هذه الانتصارات وجد شمشي ادد نفسه من القوة تسمح له ان يتوجه الى بابل

      ، لقد اختلف الاراء عن سبب هذا التوجه من شمشي ادد ضد  بابل ، وخاصة وان العلاقة كانت بينهما جيده ،

  هناك احتمال لايستبعد بان الباعث الدافع لهذا التحرك ضد بابل ، هو شعورشمشي ادد ، بالغبن الذي اصابه عندما تنازل ووقع المعاهدة مع ملك بابل لتامين مساندته له في حروبه  ؟.

وهناك احتمال اخر لا يقل اهمية عن الاول ، وهو بان بابل اخذت تستغل تلك العلاقة لتتدخل بشؤون الاشوريين وسلتطهم ، يضاف الى ذلك محاولة السيطرة على  الطرق التجارية بعد ان اخذت الحركات العرقية في شمال ايران تعرقل التجارة وطرقها في تلك المنطقة ، لذا حاول شمشي ادد ، السيطرة على الطرق التجارية ابتدا من المواني  الجنوبية خلال بابل وعلى  محاذاة نهر دجلة ،

مما ادى الى اتخاذ الاجراءات القوية والصارمة بحقهم ،فتوجه الى الجزء الشرقي من مدينة بابل ، واستولى عليها وهجرها سكانها ، كما عبر نهر ديالى فاحدث خرابا بالمنطقة الحدودية ، وقام بسلب ونهب واحراق البلدان ، سبب ذلك انزعاج ملك بابل "مردوخ بالتسو اجبي " فقام هذا بتنظيم حلف مع العيلامين ونامري " وكذلك بعض القبائل الارامية ، المترابطة جنوب بابل ، ولكن هذا التحالف انهزم في المعركة  ، وفي هذه المعركة لقد تجلت عظمة شمشي ادد عسكريا ، الا انه قدم بعض الضحايا في مدينة بابل نفسها عام 811 ق . م  " 8 " 

بعد ان كانت بابل منذ ربع قرن تحت حماية اشور ، الا ان " باوخدان "  خليفة الملك " مردوخ خبلاتسكبا " ثار ضد اشور،  واراد كما يقول ادي شير ص 75 من كتابه انف االذكر ، ان يطرح عنه هذا النير ، " بمعنى اراد ان يتحرر من السيطرة الاشورية ، فتجددت المحاربه في سنة 813 ق . م ، " 9 "

وكان شمشي ادد قد اقتحم  بابل ودحر ملكها " مردوك -بلاتسو – اكبي في دور – بيسوكال ، كما دحر فيما بعد خلفه بو – اهيه – ادين وجاء به مصفدا الى اشور " 10 "

 وكانت اخر حروب شمشي ادد الخامس مع بابل في سنة 813 قبل الميلاد ،استمرت  الى سنة 812 ق . م ومات شمشي ادد قبل ان ينهى حربه مع بابل ،

 ولكن الملفت بان المنقبون عثروا على مسلة نصبها شمشي ادد الخامس لذكر زوجته " سامورامات " التي حفظ لنا التاريخ اسمها في الشكل اليوناني " سميراميس "

 في الحلقة القادمة سنتحدث عن هذه المراة بين الحقيقة والاساطيرالتي نسجت حولها ، ودورها في حكم اشور ، وعن خليفة شمشي ادد ، ابنه اداد نيراري الثالث،.. بعون الله

 يعكوب ابونا ......................... 5 /11 2025

_____________ المصادر ___________

1-ادي شير كلدو واثور ج 1  ص 73

2- جورج رو العراق القديم ص 403- 404

3-هنرى ساغس عظمةبابل   ص 104

4- عزيز برخو الاشوريون  ص 27  ...           

 5- هنري ساغس جبروت اشور 117

6-ادي شير المصدرالسابقة ص 74

7- 8 هنري ساغس عظمةبابل عظمة بابل ص 104

9-ادي شير نفس المصدر ص 41

10- ل. دولابورت بلاد مابين النهرين   ص270

11-ادي شير ص 75 ..

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.