اخر الاخبار:
بابل تنتخب مجلس إدارة اتحاد أدباء بابل - الأحد, 02 تشرين2/نوفمبر 2025 11:14
سامراء.. القبض على الإرهابي "أبو إخلاص" - الخميس, 30 تشرين1/أكتوير 2025 20:34
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ممداني مرشح نيويورك الذي هتف بالعربية - "أنا منكم واليكم"!// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

ممداني مرشح نيويورك الذي هتف بالعربية - "أنا منكم واليكم"!

صائب خليل

5 ت2 2025

 

لقد كانت معركة انتخاب عمدة نيويورك مدهشة بشكل غير معتاد وشرسة بشكل غير معتاد، وتعكس افلات سلطة المتسلطين في اميركا بشكل مدهش ايضا! ولم يكتف هؤلاء بالتشويه الاعلامي والكاريكاتيري المعتاد، بل استخدم رجال السلطة في الولايات المتحدة أسلحة كانوا يوفرونها لأعداء الخارج مثل تهديد الشعوب المضطهدة مثل الشعب الفلسطيني، ان هي انتخبت ما لا تريده واشنطن، بل امتد هذا السلوك الى الامريكان انفسهم، فهدد ترمب بسحب الدعم المالي الفدرالي لنيويورك اذا هي انتخبت "الشيوعي" (كما اسماه) ممداني! وهنا تسجل الديمقراطية الامريكية مسخرة اخرى في سجلها الطويل.

 

عندما كان مرشحا،ـ وقف ممداني رجلاً، فرفض أن يذعن لطقوس تعميده صهيونيا كمن سبقه من جاء الى منصب عمدة نيويورك، بالوعد بزيارة اسرائيل كأول كعبة لهم!

لم يخذل ناخبيه ويطالبهم بـ "تفهم" موازين القوى ولم يتحجج بـ "ضرورة الانحناء للعاصفة" لحين الوصول الى المنصب، ولا جمهوره طالبه بأن يكون "واقعيا" لزجا لا يتضح له موقف.

لقد برهن ممداني فيما برهن، بأن الرجولة ليست "حماقة" و "شعارات" "أكل الدهر عليها وشرب" وأن "اللواتة" وتملق رضا القوي المتسلط، ليست الطريق الوحيد الى المنصب!

 

من اجمل ما قال ممداني في خطاب الفوز:

"في هذا العالم الذي صنعناه بأنفسنا، لن نسمح للمتاجرين بحشيشة التفرقة ونشر الكراهية بيننا ان يحركوا الواحد منا ضد الآخر"

 

"لن تكون نيويورك مدينة يمكن المتاجرة فيها بالإسلامفوبيا"

 

"نيويورك هي مدينة المهاجرين.. بناها المهاجرون.. ومنذ الليلة يملكها المهاجرون".

 

"اتكلم باسم الفقراء اليمنيون والمكسيكيون وسواق الأجرة من السنغال واثيوبيا وكل النيويوركيون"

 

"أنا صغير العمر.. أنا مسلم.. انا اشتراكي ديمقراطي.. ولا اجد سببا للاعتذار عن اي من تلك الحقائق!"

 

"أنا منكم واليكم" (بالعربية!)

 

إنه بلا شك يضع حياته على راحتيه، ويخاطر بها كما لم يجرؤ رئيس حكومة في بلادنا أن يخاطر حتى بكرسيه، فيا لهول الفرق بين الرجال وبين ما لدينا من مسوخ! ويا لهول الفرق بين جمهوره وجمهور يبحث عن الحجج لتبرير وتطبيع انبطاح المسوخ وتصويرها "حكمة" و "سياسة" و "فن الممكن"!

 

لقد تحدى ممداني في ترشيحه، إسرائيل وكل اذرعها الاخطبوطية في اميركا ونيويورك، فكتب ‏إيلي ليون (معاريف):

‏"يُثير ممداني ضجّة شعبية واسعة بسبب مواقفه القوية ضد إسرائيل وتداعياتها المحتملة على سياسة المدينة، ووصفه أفعال إسرائيل في عْرْة بـ"الإبـ ــ ـادة الجمـ ـاعية"، مما قد يؤثر على استثمارات المدينة، والتعيينات في المناصب العامة، وحتى سلوك شرطة نيويورك"

 

لقد كان ممداني واضحا في موقفه من ابادة اسرائيل لغزة، واضحا لإسرائيل قبل وضوحه للعرب، فكتب ‏الدكتور نسيم كاتز (إسرائيل اليوم):

‏"هناك خطر وجودي حقيقي في الصعود السياسي لزهران ممداني وانتخابه عُمدة لنيويورك، ولا يكمن هذا الخطر فقط في عدائه الشخصي لإسرائيل، بل يكمن أيضا في النموذج السياسي المتطوِّر الذي جسَّده: خطة عمل دقيقة ومُقلقة يُمكن تطبيقها في أي عاصمة غربية، تهدف إلى تحييد وتفكيك القوة الطائفية اليهـ ـودية من الداخل".

 

لكن جل ما يرعب اسرائيل وجرائها في اميركا وبقية انحاء العالم هو القدرة الايحائية العظيمة لهذا الفوز. لقد قال ممداني في خطابه "انتصارنا ينير الطريق الى ازاحة ترامب"!

‏وكتب بن درور يميني (يديعوت أحرونوت):

‏"ممداني ليس سوى رمز لما يحدث للعالم الحر. فالوضع مُشابه في كندا وفرنسا وأستراليا وإسبانيا ودول أخرى كثيرة. وممداني رمز لفشل إسرائيل على الساحة الدولية. لم يتخيّل السنـ ـوار يوما أنه سينجح في تحويل إسرائيل، بمساعدة أخطاء استراتيجية للقيادة الإسرائيلية، إلى أكثر دولة مكروهة في الغرب. هذه الكـ ـراهية، التي تمتدّ أيضا إلى اليمين الأمريكي، لها أهمية استراتيجية هائلة على المدى البعيد. علينا أن نستيقظ، لأن الأوان ربما يكون قد فات بعد قليل".

 

لقد كان ممداني في معركته الانتخابية، رجلا قويا شجاعا واضحا، وكان ذكيا مفوها سريع البديهية. كان يتكلم بارتجال ويتحرك بسلاسة وقوة ودقة، كأنه ماكنة انتخابات جبارة تسحق من يحاول ان يقف في طريقها او يعرقلها.

لكن ممداني لم يكن لوحده ولم يكن حظ سكان نيويورك وحده هو الذي قدمه لهم، فقد تطوع للعمل في حملته 90 الف متطوع! واصلوا الليل والنهار في مساندته، حتى يصل مرشحهم ويحقق انتصارا مدهشا في تلك المعركة، وبقي ان نرى كيف سيتصرف في معركته مع الواقع العملي، وسعيه لتطبيق ما وعد ناخبيه به.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.