اخر الاخبار:
ليل بغداد يهتز بأصوات غامضة.. توضيح أمني - السبت, 29 تشرين2/نوفمبر 2025 20:54
ترمب يعلن إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا - السبت, 29 تشرين2/نوفمبر 2025 20:46
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

مفوضية الانتخابات كانت تعلم بالخرق في أجهزتها واستمرت باستعمالها!// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

للذهاب الى صفحة الكاتب 

مفوضية الانتخابات كانت تعلم بالخرق في أجهزتها واستمرت باستعمالها!

صائب خليل

30 تشرين الثاني 2025

 

علق احد الأصدقاء الذين يعملون في المفوضية على مقالتي السابقة حول اختراق معلومات الناخبين من قبل أجهزة المفوضية الإلكترونية مؤكدا ما جاء في المقالة وقال: "شخصنا هذا الأمر من بداية استعمال هذه الأجهزة" واكمل: "عمل الأجهزة ممتاز ويمنع التلاعب والتزوير في المراكز الانتخابية لكن يمكن الوصول إلى خيار كل ناخب بسهولة، مثلما تفضلت"!

الجهاز الأول جهاز التحقق VVD يأخذ معلومات الناخب وبصماته كاملة ويضيف لها كود ورقة الاقتراع، والجهاز الثاني P cos. سيقرأ اختيار الناخب. وبرط معلومات الجهازين المرتبطين اصلا بكابل Lan يمكن الوصول إلى معرفة اختيار الناخب"!

 

هذا اعتراف خطير من موظف في المفوضية، يكشف بأن المفوضية على علم بالثغرة التي تتيح اختراق معلومات المواطن، دون ان تتخذ إجراءات مناسبة ضامنة لإنهاء المشكلة الخطيرةا. وقبل ان أكمل الحديث مع الصديق اريد ان اشرح عملية الاختراق بمثال بسيط ليكون واضحا للجميع:

 

نفرض ان أحمد أراد ان ينتخب. يقدم احمد هويته البايومترية وبصمة اصبعه (او بصمة وجهه)ليقرأها الجهاز الأول (VVD). ثم يقوم الموظف بتسليم أحمد ورقة انتخابات ذات رقم محدد، لنقل "123" فرضاً. يقوم نفس الجهاز (VVD) بقراءة الرقم وربطه باسم "أحمد" ويخزن بذلك ان "احمد" قد اخذ بطاقة الانتخاب رقم "123".

يقوم احمد بتسجيل خياره في ورقة الانتخابات بواسطة طمغة قلم المفوضية الخاص، ويعود ليقدمها الى الجهاز الثاني (P cos)، الذي يقوم بقراءة رقم البطاقة وقراءة الاختيار الانتخابي المسجل عليها، وخزن المعلومة: أن البطاقة رقم "123" قد انتخبت قائمة "حقوق" وأشر رقم المرشح "سعود الساعدي" على سبيل المثال.

الآن، في الجهاز الأول تم تسجيل ان "احمد" قد صوت بالبطاقة رقم "123"، وفي الجهاز الثاني تم تسجيل ان البطاقة رقم "123" قد صوتت لـ "حقوق" – "سعود الساعدي". وهكذا من يقرأ معلومات الجهازين يعرف ان "أحمد" قد صوت لـ "حقوق – سعود الساعدي"!

ومن يقرأ كل ما سجله الجهازان في كل المحطات، سيعرف ما صوت به كل ناخب عراقي دون استثناء!، وتكون الانتخابات العراقية علنية بالنسبة له وليست سرية كما يقتضي الدستور. أي كأن كل العراقيين كانوا يكتبون خياراتهم امام نظر هذا الشخص او الجهة التي تحصل على معلومات الجهازين، وليس خلف ستار لتأمين سرية التصويت، كما تقتضي مشاهد "المسرحية" الخادعة التي تجري في مراكز التصويت!

 

الصديق (الذي لا اعرف ان كان يوافق ان أذكر اسمه) أوضح بأنهم اتخذوا اجراءا بفصل الكابل المعلوماتي الذي يربط الجهازين قبل ارسال المعلومات الى المركز الوطني، بافتراض أن ذلك سيمنع الحصول على معلومات الجهازين والذي يؤدي الى معرفة ما صوت الناخب به. وأضاف الصديق: "لكن لا يمكن أن نأمن مكر الامريكان وغيرهم من الوصول لهذه المعلومات"

وبالطبع لا يحتاج الأمر الى "مكر" من الأمريكان للوصول الى المعلومات. لأن "المعلومات" مخزونة في الجهازين ويمكن جمعها في أي وقت لاحق.

كذلك، فأن من صمم الجهازين، والذي كان يسعى بلا شك الى معرفة تلك المعلومات، لابد ان يكون قد اتخذ اللازم لكي ترسل الأجهزة المعلومات اليه لاسلكيا فور قراءتها، وليس عند ارسالها للمركز الوطني عند انتهاء التصويت! فالمعلومات من هذا النوع لا يمكن المخاطرة بفقدانها بعطل في الجهاز مثلا. والاهم من ذلك ان تلك المعلومات تكون اكثر قيمة لاتخاذ الإجراءات للتزوير كلما أرسلت معلوماتها مبكرة.

الصديق أوضح ان هناك "تعليمات" نصت على "فصل الجهازين (اي رفع الكابل المنصوب بينهما) قبل ارسال النتائج. ومن هذا يستنتج أن الأمر عام والمفوضية تعرف بالمشكلة، ولا يخص اكتشافا من قبل القائمين على محطة معينة!وكرر الصديق بانتباه: "لكن ربما يكون هناك برنامج خفي لا نعلمه يتم من خلاله تغذية جهاز النتائج ببيانات الناخبين كلُ في وقت تصويته وتخزن هذه البيانات في جهاز النتائج قبل فصل الجهازين"!

 

يتساءل المرء: هل هذه الأجهزة وهذه الأنظمة ضرورية للانتخابات فعلا؟ في المقالة القادمة سأبين ان لا الأجهزة ولا المنظومة كلها ضرورية، بل انها لا تقدم اية خدمة ابدا، وبالتالي فأن ثغرة الخرق في منظومة المفوضية، والتي علمت المفوضية بها، ليس الآن فقط، بل ومنذ الانتخابات الماضية في تقارير شركات فحص الأجهزة، هي ثغرة مقصودة متعمدة، والقصد من الأجهزة نفسها هو من أجل الاختراق وانها يمكن ان تكون أداة لتزوير الانتخابات بأشكال مختلفة.

 

ولكي ندرك خطورة الامر، على سبيل المثال،صار عميل الامريكان فالح الفياض يعرف الآن كل منتسب للحشد، من صوت له ومن لم يصوت له! وان كلب تساركوف، القائد العام للقوات المسلحة، يعرف كل ضابط في الجيش والأمن، لم يصوت له! ولكم ان تستنتجوا ما يعني ذلك على مستوى العمل في هذه الأجهزة ومحاسبتها وعلى مستوى المكافأة والعقاب وربما قطع الارزاق، وعلى مستوى الرشاوي وشراء الأصوات وعلى مستوى الانتخابات القادمة التي ستتحول الى عملية إرهاب وابتزاز مباشر لا غير!

أين صوت الكتل المقاومة للاحتلال، حماية لناخبيهم؟ وهل سيجرؤ احد مستقبلا ان يصوت لهم ان سكتوا؟

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.